مساء يحمل قلبي الصغير
خلع ذالك الامير
وخلع تاجه المرصع بالوفاء
ماتت الأحلام التي كانت على أبواب ذالك المخلوع
ومات كل شيء جميل وارتحل التاج
وماتت حاشية الأمير
بطوافنا لا اسم له ولا معنى ولا فكر
ارتحل ذالك المرصع بالوفاء
وسقط من رأس الأمير
رسالة بلا عنوان ولا بريد
فكل العناوين غير موجودة
والبريد أغلق أبوابه بعدما حل الخريف
وتساقط الأوراق ويباس الكيعان
لم يكن هنالك بشر قد رحلوا جميعاً
الا ورقة تنتظر قدوم الماء
لربما تنمو من جديد
متفرقة
احبكِ كلمة اخترعها الحب حينما كان موجود
على تلك القطعة الجميلة من الأرض
ورسمها وجملها ونحت عناوينها في كل مكان
ماتت تلك الكلمة ومات سكانها
وما بقى منها سوى بضع كلمات
خرجت من حروف اللغة العربية
ح ب
حزن
مات كل شيء جميل وماتت الشمس
حين شروقها وتبدل الشروق الى ظلام دامس
البس أرواح البشر حزن وفراق وبكاء
وعويل الرحيل أصبح يدوي بالمكان
والإنسان أصبح مجرد إنسان
سلام
كان شيء يدعى سلام كان بداية لنهاية
وكان يمشي دوماً مع القلب النابض
كان وكان ولايعرف التسكع والنسيان
كان شيء اسمه سلام
وارتحل لانه لم يبقى في مسكن الغابات
سلام اذا الحرب والحرب
وانطلاق الالم كا الرصاصة
تخترق السلام فيتحول السلام
الى كان زمان
عذاب
الالم الماضي تدوي في قلبي
ما رحل مني رحل لكن متى التقيك ايها الماضي
فانا لازلت اجهل كل الاشياء امام وجودك معي
اجهل السعادة الكاذبة التي ارسمها وهي تعلم اني استعيرها كالكتب لكن احولها الى دموع
فتعلم اني لا اصلح الا للماضي
وانا له وهو لي وارتشف منه
دوماً لأنني اشتاق ايها الماضي
سعادة
أخذت الفرشاة بيدي كالطفل الصغير
يرسم ويبتسم ويتصور انه سيعيش بين تلك الرسوم
او ان الرسوم تتكلم معه وهو يفكر ان في رسم كوخ
صغير ويكون له أسرة في ذالك الكوخ
ويرسم نهر جميل امام الكوخ
ويرسم الشمس
ويرسم قطع غيوم وفراشات تسكن الزهور
وسقطت الأحبار مرة واحدة
فبكى الرسم والطفل وضع يده
على خده فقد رحلة تلك السعادة
واختلطت الأوان ببعضها
وأخيرا
انها لم تصل ولن تصل
فقد ضلت الطريق ولا تعرف الى اين تذهب
لأنها رسائل بلا عنوان ولا لها بريد
ولا تصل الى أي مكان