رائعة هي بنت القرية عندما تبكي مجبرة بعد ان تتجرد من كل مشاعر الخوف والخجل وكأنها في لحظتها تريد ان تبوح بسر في داخلها قد اختمر. هكذا كانت، وارتسم المشهد الوطني الجميل الذي عبرت عنه البطلة البحرينية بنت القرية رقية الغسرة على مدار يومين متتاليين تاريخيين في حياتها ومشوار وسجل ألعاب القوى البحرينية في صالة أكاديمية اسباير بالدوحة في إطار منافسات البطولة الآسيوية الثالثة لألعاب القوى داخل الصالة عندما كتبت بنت الغسرة التحدي والرهان المجهول، وفازت بميداليتين ذهبيتين (60 متراً و400 متر).
فوز جدير وصعب لأنه في منافسات ألعاب القوى لا يوجد شيء أكيد أو مضمون وانتزاع أي من الميداليات الملونة رحلة في طريق وعرة وأجواء غامضة لكن رقية الغسرة تعشق التحدي وغالبا تختار الطريق الصعب، حتى عندما تغيبها الإصابة تولد من جديد بطولة بمذاق أحلى وأجمل.. ورقية الغسرة مشروع وطني استثماري نجح من راهن عليه وتبناه ورفض التنازل عنه حتى عندما علا صوت الجدل.
كان فواز بن محمد وشقيقه طلال بن محمد رئيس الاتحاد البحريني لألعاب القوى أكثر إصراراً وتمسكا بـرقية الغسرة.
والسؤال في مثل هذه المناسبات السعيدة خصوصا بعد ان يهدأ نبض الفرح وتتلاشى نشوة الفوز ونبدأ سؤال النفس.. كم رقية في قرى ومدن....؟!
والأهم كيف نكتشفهم ونحافظ عليهم؟.
البطلة رقية الغسرة من المواهب الرياضية البحرينية التي استفادت من أجواء وانعكاسات ومكاسب ميثاق العمل الوطني فهي من جيل الميثاق فجميل ان يتزامن إنجازها المشرف للوطن مع الذكرى السابعة لميثاق العمل الوطني فقد أهدت رقية الوطن وقيادته وشعبه أجمل هدية في أجمل ذكرى وطنية.